فلاسفة الزمن

من منطلق يقيني إني في قربه..

أنسى جميع الحروف الأبجدية التي تعلمتها مسبقاً ..

بيني وبينه خطوتان ..

فيتكفل حاجباه بقلبي حتى نهايتا المستقيم ..

فأتبعثر .. وأتعثر .. وأتلاشى ..

كبقايا معزوفة تأبى إلا أن تستقر في روحه ..

لذلك آثرت أن أختزل له بعض أحاسيسي على هيئة ثرثرة إيميليه ..

فالمسافة بين خفقان قلبي حين ألامس كتفه..

و بين صوتي حين تبعثرني نظراته ..

كالمسافة بين الحب....... و المستحيل !!



















(1)



مساؤك مفعم بالجمال عزيزي

أدرك سلفاً .. إنك لن تطال حروفي يوماً

وإن سطوري هذه كسابقاتها .. أكتبها ذات حنين

ثم أكدسها بين صفحاتي الجمة



لكن صدقني رغم حرارة التنهيدات التي أشعلها هنا

ففي كل حرف يجبرني شوقي أن أعيش في ضيافة اللهيب والعذاب

لكن كل ذلك كفيل ليبعث بي جزءاً من " مواساة "

وبعضاً من الدفء .. لهيكلي المرتجف

و تعزية لأشلائي .. بقلبي المغشي عليه بين ضلوعي













(2)







في سحمة الليل

يقتاتني الألم بشراهة كبيرة

أبحث في الدجى عن نور أدفء به كياني المرتجف

فتغطني أنوار طيفك .. وتبرق في عالمي كالشهب

أسامر القمر و النجوم .. وتشاركني الجدران حديثي عنك

أربت على حاجياتك بحنان

أعزيها وأطمئنها بعودتك.. فتواسيني



تتكالب على جنوني أشياؤك المتناثرة بداخلي

لتأتي بك في كل ثانية

رجلي .. وأبي .. وأخي .. وطفلي

قبيلتي .. وعشيرتي .. وعالمي

أرضي .. وفضائي



أجهش باكية .. طالبة أياك

وبعنف .. يخفق قلبي بكلام غريب لا أفهمه



أحبه



أحبه



أحبه

















(3)





يحملك الحنين إلي كل ليلة

فارس على جواد أبيض

يخطفني بفستاني الزهري

لنعيش في فضاء آخر

دون أن توقضنا شحاحير الروض ..

أو تتلصص على همسنا حشائش الغاب

حولنا أنوار البهجة..حمراء كالياقوت..زرقاء كالزمرد..صفراء كالأبريز



ويتلاشى الألم .. لنلفضه تنهيده ميتة عند أعتاب الحنين

ونبقى أنا وأنت نقذف الشوق بالوجود الروحي





ياااااه .. كم أنا سخية بأحلامي كثيراً

ترى لو قترت فيها .. أعني أني لم أجمع كل أحلامي في أمل

أتراني كنت سأقاوم فراقك

يلا يهم أعلم مسبقاً إني فاشلة















(4)



ياصاحب أروع حاجبان

وأشهى صوت .. وألذ بحة

أتراك تدرك إني بت أعزف عن كل بقعة الأرض لم تطأها أقدامك

وأني لو وجدت في أحد الرجال شيئا رائعاً

إبتسمت وقلت .. لا شك قد إقتبسه منك



" إستثني من القائمة .. أبي وخوتي



صدقني .. حاولت كثيراً نسيانك

بت أحدق في وجوههم .. فأعشقك أكثر

أستمع لصوتهم .. فأشتاقك أكثر



ويزداد إيماني يوماً بعد يوم بالفرق الشاسع بينك وبينهم





ليتك تردك كم هو صعب .. صعب .. أن يخلف رجل في قناعات إمرأة

إنه الوحيد القادرعلى إحتوائها .. وإيقاظ إنوثتها

ووسم حياتها بالفرح والجنون



أحتاجك



من علمك .. خنق قلبي الصغير

وعصره بين راحتيك كأوراق البنفسج

من علمك سلب النبض من أرودتي .. وإبداله بثورات لا تعرف الهدوء

لتدرك " أنا " بأنها غارقة حتى الثمالة .. قبل أن تعرف ما هو الحب

يوماً ما سأثأر صدقني

وبيني وبينك............... مسافة همسة و حرقة..!! \









(5)







ككل الليالي المدلهمة التي أقضيها بعيدا عنك

فأنا أجد تعزيتي في الكتابة إليك

فأهيم معك بجنون..

وأركض و أركض في بساتين الحلم ..

أعانقك تارة

أعاتبك أخرى .. وأنت بعيـد

أصرخ فيك أحتاجك ..

أتعثر بأشيائك المتناثرة بداخلي

فتجتمع كلها .. وتتآمر دموعي علي

فأجهش باكية وأدعو ربي

أن يحفظك من كل سوء

وأهديك الدعاء تلو الآخر بعد كل صلاة





وأبقى أسأل نفسي بجنون



كيف هو ؟؟

أتراه نائم .. أم تتجرع جفونه السهود مثلي ..

أتراه .. أتراه يشعر بالبرد ؟؟

هل هو جائع ...... كيف يقضي يومه بعيداً







وأبقى أحدق لصوره ذهاباً وإياباً

وأحتضن كل الأمور التي تخصه

وأسأل نفسي .. بوجع



أتراه يشتاقني ؟

يحن لنوبات جنوني .. وطفولتي معه ؟

أم تراه لا يفعل ...؟!!



وتتصارع بداخلي كل الأمور حنيناً وشوقاً له



كيف أنت ؟؟ :$







(6)



تخنقني أموركثيرا لا أجد لها تفسيراً



لم أشتاقك و أحن إليك..

لم أخاف عليك.. وادعوا ربي دوما أن يحفظك و يسعدك و يحبك

لم لا يمكنني أن أقنع مشاعري بالاكتراث لرجل سواك

لم أشعر بالغيرة من جدران غرفتك ..

من عامل المقهى الذي يعد لك الشاي ..

من أوراقك .. من كل شخص يسمعك ويراك ..

من كل الأشياء التي تحيط بك

من جريدتك التي تتأمل وجهك كل صباح ..

حتى من الغبار الذي يلف طاولتك ..

أتصدق إني تمنيت ذات مرة أن أكون جزء من هذا الغبار..

فقط كي أكون بقربك .. أراك ..

أسمع أنفاسك حين تخرج من صدرك في ترنيمة مذهلة ..





كل هذا يحدث ويتصارع بداخلي ..

في غفلة منك.. وذهولاً مني..!!

لم.. لم يملأني إحساس الغربة كلما أنهيت حديثك معي ؟؟

وأنا... وأنا لا أملك حتى حق رؤيتك و السؤال عنك !!



كم أنا مبعثرة .. وبحاجة إليك لتلملمني ..!









(7)



سندسية الحلم تفنين

وصوف الواقع يكفنني



كل شيء يشدني نحوك بعنف وقوة

يجزم لي أني أحبك حتى أقصى حدود مقدرتي على الحب

أتراني حقاً لن أنساك وأنا التي أحاول جاهدة عزلك من قائمة الذكريات

فتصبح الذكرى الوجود في عمق الروح



أخاف جداً من قول أبو تمام



نقل فؤادك حيث شئت من الهوى .. ماالحب إلا للحبيب الأول



كل شيء في عاملي يدفعني لتذكرك

بت أخاف هذه الأشياء

أخاف أن تمنحني أملا إضافياً .. تسبقني إليه أراجيف

تجبرني على نعيه وتكفينه ودفنه



أتخيلك في كل حين

حتى الحذاء الذي شاهدته وأعجبني .. خفت شراءه

لأني بمجرد رؤيته تخيلتني أنتعله بقربك

خصوصا إن كعبه عالي نوعا ما..

إذا لن أبدو أبداً قصيرة أمامك يا صاحب القامة الطويلة

ثم إني لست قصيرة حقاً ..

ولكني لا أكتفي بأن أصل لنهاية كتفك ..

بل أريد أن أقترب من قمة رأسك..!! ........ " كيفي "



خفت أن اشتريته أن يمنحني أملا جديدا

لا طاقة لي بتكديسه بين ضلوعي

ولا أقوى على غسله وتكفينه ودفنه

ونعيه من جديد

فلم يعد في القلب متسع لجرح آخر

ثم أن الحزن يا سيدي طماع كالمقبرة..!!



وكل هذا وأنتن لا زلت لا تدرك

إن خلف هذه العيون

نبض يخصك وحدك

وجنوووووووووووووووووون .. يندفع إليك مدلجاً

وسط دياجور الشوق و الحنين ..!

















(





(( همسه من على خيوط القمر ))



تأتي وترحل وأنت لا تعلم

إنك خلفت ورائك..

قلب لا يتوقف عن الخفقان

وشفتان لا تكفان عن الهذيان

وعينان غارقة بدموع الاشتياق

وأمـواج لا تعرف الهـدوء

وزنابق نائمة على وجــعها

وحصــون تهاوت جدرانها

وينابيع عطــشى ترتجف حنينا لصوتك

وسماء لا تهدأ عواصفها

وطيور فارقت أعشاشها هلعاً

وأصوات أغاني تصدح بـ (( إمتى حتعرف إمتى .. إني بحبك إمتى ..) :$