.
.
دخلت لداره
وأنا أشهد روحي ترتجف في أوصالي
فتحت الباب فهاجمني عبق الذكرى محملا بالأطياف ،،
دخلت وأنا أشعر بأن نفسي قد إنصهرت و أحترقت وتناثرت ،،
أسنتشق هذا الهواء في كل ذرة فيه همسه ،،
كل الجمادات هنا راحت تصارع روحي ،،
وتلهب أحشائي و تسقيني الشوق في كؤوس من ألم،،
دهاقها دموع حمضية معها بعض من نفثات البراكين ،،
وتعصر بقايا الأجزاء من قلبي لتحوله لتيم تليد،،
مملأأكواب من عشق مجنون ،،
رحت أتلمس الجدران أتحسسها ،،
و أشعر بأنامله كأنها مطبوعة على تلك الجدران ،،
فترتجف أوصالي و تحترق شرايني ،،
راحت ألقي نور عيناي على كل زاوية على كل ركن،،
هذا قلمه هذه الأوراق التي كان يسقيها بلهب الأحاسيس ،،
فيخط بحبر الهوى عبارات ما صاغها عشاق،،
يرسلها لي مع طيور قلبه ،،
فتشعلني حرارة الكلمات و تلقتلني عمق المعاني ،،
إقتربت خفت أن أتلمس قلمه بأطراف أصابعي ،،
أخاف أن يفقد شيئا من روحانتيه التي أغدقها حبيبي عليه ،،
لكني لمسته فشعت روحي كما العناصر الذرية المشعة ،،
و أغرقني طوفان الشوق و سكن عبق نفسي ،،
فللرحيل لون أسود سكب على نهر عشقنا ،،
فحوله للوحة ليلي مدلهمة ،،
سرق منها كل الفراقد و قتل القمر،،
هذا الليل هو ذاته الليل الذي سكن همسنا ،،
ذلك الليل الذي مد رداءه فدثرنا من برد الشتاء ،،
عادت أطياف الذكرى تتسكع في سمحاق لبي ،،
فبت أسمع صوت الأمواج تقبل جنوننا ،،
رحت أشعر بنسمات البحر تتخلل شعورنا ،،
والقمر يقبض روحينا في قطرة من مياه البحر،،
تتفاعل أحاسيسنا و تولد طاقة تفوق كل الطاقات النووية ،،
نظر لعين فألهب وجداني ،،
أحمرت وجنتاي و سكنت وأنا أخاله يسمع صوت خفقات قلبي ،،
صغيرتي،،
تعالي و أطلقي ذا البوح من عمق الترانيم،،
وصيغي من زهور الشوق إسوارا و إكليل ،،
ومدي نحو جفن الليل سنا عينيك قنديل ،،
سكنت الروح و الوجدان ألهبت شرايني ،،
رسمت البدر في محياك و الآهات تسقيني ،،
شعرت كأن كلماته تحرقني و تحول وجنتاي للون الرمان ،،
يقتلني همسه ويثير في روحي تلك الحمم البركانية ،،
لم أكن أعرف إنك شاعر بارع ،،
أنا لست شاعرا أنا يا أميرتي رجل مجنون ،،
عزفت الشوق إنشودا و ذبتي في تهاليلي ،،
فهذي الروح هذي النفس ثمار العمر تهديك ،،
عيوني بعصير الروح و نهر العشق ترويك ،،
أنا رجل جننت وتهت في هيجا مآقيك ،،
عتقت الأسر و الماضي و كسرت كل تماثيل ،،
أصيخي السمع لتلك الروح ترين النفس تفديك ،،
إبتسمت وقد راح الخجل يقتلني،،
حبيبتي إن عيناك اللتان تستطيعان بسحرهما طعني بخناجر الهوى ،،
فترديني قتيلا ضمآنا لعشقك الذي خلد في جوفي ،،
وترميني عند أبواب مدينتك ،،
أما نزعت تلك الرموش ب بعد صرخات روحي ،،
أما رأت الدماء التي تجري في عروقي تهتف أحبك ،،
أما سمعت تنهداتي التي عزفتها لحنا أزليا يحن لك ،،
قولي لي بالله عليك ماذا ترين في تلك الروح،،
سكنت و شعرت بروحي تنصهر و تتقطع أشلاء ،،
و هواه راح يسري في روحي يحطم كل بقايا التجلد في صدري ،،
نظريت له بصمت و أصطبغت وجنتاي بلون التوت الأحمر،،
فقلت مع كل تناهيد الروح ونداءات القلب ،،
أرى سحبا أرى مطرا أرى طيف ووجدانا ،،
أرى قيثارة تعزف في الأرواح ألحانا ،،
أرى بحر من الأسرار يجري في حناينا ،،
يلف الصمت ويحي الهمس يسري في خلايانا ،،
أرى وسط الدموع أمل يهدي الروح قربانا ،،
و نحو الرابض المجروح أنوارا و أحلاما ،،
أرى في جوف هذا العشق صقيع فاض نجوانا،،
وفي عمق الجليد وجدت رساماو ألونا ،،
يلون كل تمثال و يسمو نحو دنيانا ،،
يزيح جوامد الإحساس و يلهب كل نجوانا ،،
ويعتق كل مسجون و يأسر كل سجانا ،،
و يغرق كل ذا بعد يذيق القلب أحزانا ،،
كلانا يا حبيب الروح ولهانا وضمآنا ،،
كلانا في لهيب الشوق مجلودا وسلطانا ،،
كلانا يرتجي يوما نحاكي فيه لقيانا ،،
لم أعرف كيف لفظت هذه الكلمات ،،
لكني شعرت بلهيب هواه يحرق نفسي،،
فتواريت خجلا وعضضت على شفتاي ،،
حاولت أن أهرب فقال لي لن تهربي ،،
لأنك تسكنين في عيناي و تحيين في قلبي ،،
تلك الروح التي زرعت فيها أشجار هواك ،،
فتساقطت فيها ثمار الجنون ،،
نظر لي فصمتنا تاركين السكون يعزف أروع لحن عرفته الأرواح ،،
لحن لم يذقه أحد من العشاق ،،
إرتميت في صدره وراح يداعب ضفائري السوداء ،،
وراح يحكي لي عن قصة الشوق و البعد و اللقيا ،،
حتى نامت روموشي وهو يقبع في حلمي ،،
فتوارى القمر و بزغت أشرع الفجر ،،
و أبتعدت النجوم لتتركنا وحدنا نعتصر الشوق و الحب ،،
فتحت عيناي و إذا بدمعة هاربة قد خرجت مع زفرة الروح ،،
أغلقت كراسته و ضممتها لصدري آه كم أشتاق إليك ،،
ونزعت منها روقيات رحت أكتب فيها ،،
أحبك،